بسم الله
الرحمن
الرحيم
بسم الله
الغني عن
عباده،
المتصف بصفة
الغنى عن
مخلوقاته، الذي
جعل نبيه
المصطفى
أغنى أهل
العبادة من
عُبَّاده،
صلى الله
عليه، وعلى
آله وصحبه
وكل من أنفق
في سبيل
مرضاته.
وبعدُ
أيها
الأغنياء،
أقدم
لكم وصيتي
لما علمت بما
لكم من الحق
عليَّ من نصح
وإرشاد
لعلّي ألقى
الله وقد أبلغتكم
ما يجب لكم
عليَّ حيث
إنكم شغلتم
في دنياكم عن
سماع
التوجيه
والإرشاد
الإسلامي.
أناديكم
يا أحبابي: اعلموا
أن الله
تعالى تـفضل
عليكم
بفضله، وأنعم
عليكم
بنعمه،
وتجلّى
عليكم بجوده
وكرمه،
فجعلكم
أمناء رزقه
على عباده،
ويَسَّر لكم طريق
الغنى
لتعودوا
بالجود على
خلقه، منحكم
العقل
ووهبكم
الذكاء،
ونمّى فيكم
الوعي
والإدراك،
وذلل لكم
طريق الوصول
إلى كسب
الرزق بما
أمدكم به من
نعمة
العافية، وجعل
الخلق
يحتاجون
إليكم، ولم
يجعلكم
بحاجة إلى
غيركم.
جعل في
أيديكم
البيضاء
والصفراء
والأوراق،
وجعلكم
عليها خلفاء
تخلفونه على
عباده
حناناً
وتعطفاً
وإحساناً
وتكرماً،
لتبدِّلوا
بؤس البئيس
ببسمة البشر
والنعيم،
ولتـنقلوا
الإنسان الفقير
من فقره
وحاجته إلى
النعيم
الوثير. أنتم
وكلاء الله
على المال،
فإن أحسنتم
التصرف في
الكسب
والصرف كنتم
أهلاً
للإحسان
والزيادة
وتبوأتم
منزلة
الإنعام في
الفضل
والريادة (1).
واعلموا
أنّ الغنى لا
يكون بالمال
والاستغناء
عن الله، بل
الغنى ما
وضعه الله في
قلب العبد من
الاستغناء
به عمن سواه
والرضا
بفضله جلّ في
علاه.
ح _"ليس
الغنى عن
كثرة العرض
ولكن الغنى
غنى النفس" (2).
ومن
استغنى
بالله عاش في
بحبوحة
الرضا، وَرفَل
في سعة العطا،
والغنى
المحمود في
الإسلام هو
ما كان عن طريق
الصدق
والإخلاص،
وطاب فيه
الكسب من
طريق التـقوى
في البيع
والشراء،
بلا غش ولا
كذب ولا خداع،
بل من طريق
الصدق والبر
والأمانة
ليدرك بها
الكسب
والفوز
والنجاة يوم
القيامة.
ح _ "يا
معشر التجار
إنّ الله باعثكم
يوم
القيامة فُجَّاراً
إلاّ من صدق
وبَرَّ
وأدّى
الأمانة " (3).
وتلك بعض
النصائح
ضمنتها
لوصيتي لعل
الله أن ينفعك
بها أخي
التاجر:
باكر
في طلب الرزق
ولا تتأخر
فإن في البكور
بركة.
ح _ "باكروا
في طلب الرزق
والحوائج
فإن الغدو
بركة ونجاح" (4).
واقبل
من الربح
بأقله؛
فإن قليل
الربح يجر كثيره، ولا
تستبطئ
الرزق فإن
ما قدر لك
سيأتيك على
ضَعفك، وما
لم يكتب لك لن
تدركه
بحيلتك.
ح _ "يا
أيها الناس
إنّ أحدكم لن
يموت حتى
يستكمل رزقه
فلا
تستبطئوا
الرزق
واتـقوا
الله وأجملوا
في الطلب
وخذوا ما حل
ودعوا ما
حرم"(5).
وتخلق
بأخلاق
التجار
المؤمنين
الذين ذكرهم
النبي صلى
الله عليه
وسلم بقوله:
ح _ "أطيب
الكسب كسب
التجار
الذين إذا
حدثوا لم
يكذبوا،
وإذا
ائتمنوا لم
يخونوا،
وإذا وعدوا
لم يخلفوا،
وإذا اشتروا
لم يذمُّوا،
وإذا باعوا
لم يُطروا،
وإذا كان
عليهم لم يمطلوا،
وإذا كان لهم
لم يُعسروا"
(6).
وكن في
بيعك سهلاً
سمحاً لا
تشديد ولا
قسوة ولا عنف
لتكون بذلك
عند الله
محبوباً:
ح _ "أحب
الله تعالى
عبداً سمحاً
إذا باع
وسمحاً إذا
اشترى
وسمحاً إذا
قضى وسمحاً
إذا اقتضى" (7).
وإذا بعت
شيئاً فاصدق
فيه وبيِّن
العيب إن كان
فيه عيب، ولا
تكتمه فيمحق الله
بركة بيعك.
ح _
"من باع
عيباً لم
يبينه لم يزل
في مقت الله ولم
تزل
الملائكة
تلعنه" (8).
وإياك
والحلف في
بيعك فإن
اليمين منفق
للسلعة ممحق
للبركة:
ح
_"إياكم
وكثرة الحلف
في البيع
فإنه ينفق ثم
يمحق" (9).
واحذر ما استطعت
الحلف
بالأمانة
فإنه عادة
التجار وفيه الخطر
الأكبر:
ح _
"من حلف
بالأمانة
فليس منَّا" (10).
وإياك أن
تبيع بيعاً
قبل أن تقبضه
وتملكه ويدخل
في حوزتك:
ح
_"إذا اشتريت
بيعاً فلا
تبعه حتى
تقبضه" (11).
وإياك أن
تبيع على
بيعك الأول
حتى يرفع
الشاري
الأول يده
عنه:
ح
_"لا يبع
بعضكم على
بيع أخيه" (12).
وإياك
والاحتكار
لما ينفع
الناس ويزيل
حاجتهم فإنّ
المحتكر
خاطئ:
ح _
" من احتكر
فهو خاطئ " (13).
ح _
"الجالب(14) مرزوق
والمحتكر
ملعون" (15).
أيها
الغني
تيقَّن أنّ
المال وديعة
عندك فاستودعه
عند الله
وادخره في
بنك الآخرة
الذي لا يبور،
واعلم أنّ
المال ما وصل
إليك إلاّ
بعد ما مر على
أيدٍ كثيرة
قبلك، وسوف
ينتـقل منك
إلى غيرك،
فهو مؤقت في
يدك، فأسرع
بادخاره عند
الله، وخذ من
قول رسول
الله صلى
الله عليه
وسلم لعائشة
رضي الله
عنها:
ح
_"ما أكلناه
خسرناه وما
تصدقنا به
أبقيناه" (16).
لذلك
سارع في
العمل يبقَ
بعدك أجره،
وقدِّم
الخير يطُلْ
بعد
انتـقالك
ثوابه،
وتصدق بصدقة
باقية تجد
عند الله
برها، حرّض
أصحابك الأغنياء
على بناء
ميتم تضم فيه
الأولاد
المشردين،
وتَساعَدْ
مع جيرانك
على بناء
مشفى، وأوقف
من مالك
وقفاً مع
الموفقين من
أحبابك ما تجعل
الأيتام
يأكلون على
مائدتك بعد
موتك، وتداوي
مرضى
المساكين
والفقراء
على حسابك
بعد انتـقالك،
فإنك لا تدري
لعلك بدعوة
يتيم أو استغاثة
مسكين تدركك
بعد موتك
ترقى إلى
رفقة
ومجالسة
سيدنا رسول الله
في الجنة، أو
قم بالتعاون
مع من تحب
ببناء دور
للعلم
الشرعي،
يخرج منها
علماء
يحملون شرع
الله،
ويتعلمون
ويعلمون
كتاب الله
ويدلّون
الخلق إلى
الله فيكون لك
أجر من اهتدى
وأطاع وتاب
واستـقام.
وإن لم
تطق فأكرم
العلماء
وطلاب العلم
الشرعي ممن
تـتوسم فيهم
النور
والإيمان
والحيوية والنشاط،
ليكونوا
منقذين
للأمة،
داعين إلى الإسلام،
ناشرين لدين
الله، وهذه
صدقة جارية
بعد موتك، إن
وفّقت لها
جرى أجرها
عليك ما دام
العلم متداولاً.
وإن
استطعت أن
تؤمِّن بعض
الكتب
الشرعية من التفسير
والحديث
تـقدمها
هدية إلى
طالب العلم
فينتـفع بها
وينفع ما دام
الكتاب بين
يديه؛ وهذه
أيضاً صدقة
جارية. أما إن
ادَّخرت
المال في
الصندوق أو
في البنك
فسوف يذهب
بين التركات
وضريبتها،
ولعله يصل
إلى يد غير أمينة
على دين الله
فيكون عليك
وزر المال
وتبعته
والسؤال
يوم القيامة
كيف جمعته
وثَمَّرته،
ثم أنت ذاهب
وتاركه
للغير؟. قال
الإمام الأوزاعي(17) – رحمه
الله - [الكامل](18):
المال يذهب
حِلُّهُ وحرامُه يوماً
ويبقى بعد
ذاك أثامُه
نطق
النبيُّ لنا
به عن ربه فعلى
النبي
صلاتُه
وسلامُه
والنهاية:
الدنيا دار
ممر والآخرة
دار مقر، فتزوَّد
من ممرك
لمقرك؛ فإن
الدار
الآخرة لهي
الحياة
الكاملة
الباقية لو
كان الإنسان
يعلم حق
العلم.
أخي الغني:
فكِّر
بنصيحتي
لعلك تسعد
بها وتـنجو
وتـفوز الفوز
العظيم.
إنك تعيش
في هذه
الحياة
معرَّضاً
للأمراض والأسقام،
وقد ورد:
"داووا
مرضاكم
بالصدقة" (19). ولئلا
تلقى الله
وله عليك ذمة
يطالبك بها
من زكاة أو
صدقة أو جوع
فقير أو عري
مسكين أو
ضياع يتيم؛
فاسمع مني
وفقك الله:
قم بعمل
ترضي به الله
عنك. اصنع
وليمة وادع
إليها من تحب
من الأغنياء
ممن تـتوسم
فيهم الخير
والإيمان،
واعرض عليهم
هذه الفكرة
قائلاً: إخواني
إنا نجد
أن العمر
ينقضي كقطار
سريع فهلمّوا
نتعاون على
عمل خالد
يبقى بعدنا،
نرجو فيه رحمة
ربنا،
ومغفرة
ذنوبنا وذلك
بأن نجمع
زكاة
أموالنا ثم
نبني بها
مصنعاً نسجله
بأسماء مائة
عائلة فقيرة
يعمل فيها
شبابهم وفتيانهم
فنكون قد
أحسنّا
حسنتين:
نقلنا الفقراء
إلى بحبوحة
وسعة،
وساعدنا
بنمو اقتصاد البلد.
وأنا
على يقين بأن
الدولة
ستعاونكم
وتساعدكم
وترفع
الضرائب
عنكم، وهذا
خير في الدنيا
والآخرة
وتكونون
بذلك قد
سننتم سنّة
حسنة يتبعها
غيركم من
الأغنياء
المؤمنين،
وعندها
تـفشو
الرفاهية
وتزدهر
البلاد،
وينمو الاقتصاد
ونقضي على
بلية الفقر
في مجتمعنا
بخطة العشر
سنوات.
وتكون
بفضل الله قد
سجلت مالك في
الضمان الإلهي
حيث لا سرق
ولا حرق ولا
غرق.
وثانية
أخي الغني:
أرجو الله أن
يوفقك لها.
إذا دخل شهر
رمضان اجمع
أصحابك
وحرضهم على
جمع الزكاة
فإذا جمعتم مبلغاً
فاقسموه على
خمس مجموعات
كل مجموعة خمسة
أفراد ثم
قوموا
بزيارة
المرضى في
المستـشفيات،
وخاصة
الفقراء،
وخذوا
بأيديكم بعض
مجامع
الحلوى،
فإذا دخلتم
على مريض
فقدموا له
مجمع الحلوى
ومعه مبلغاً
من المال
تدخلون بذلك
السرور على
المرضى.
والمريض
قريب من الله
فلعل دعوة
مريض في
العشر الأواخر
يرفع الله
بها البلاء
عنكم وعن
أمتكم، فالراحمون
يرحمهم
الرحمن، وهذه
حسنة لم
يسبقكم
إليها أحد
بإذن الله،
وتكون كذلك
سنّة لمن بعدكم،
وترغيباً
لأهل
الإيمان
بجبر خواطر المنكسرين،
وما عُبد
الله بأفضل
من جبر الخواطر،
أو هيئوا
لجنة تـفتـش
عن الأيتام
المحرومين
المشردين
الجائعين
الضائعين فاكسوهم
في شهر رمضان
وأطعموهم
واكفلوهم
لتكونوا رفقاء
النبي صلى
الله عليه
وسلم في
الجنة
كهاتين
السبابة
والوسطى(20).
لمثل هذا
إخواني
الأغنياء
يُستعمل
الغِنى، وبهذا
العمل يجعل
الإنسان له
عند الله
رصيداً من
محبة وطاعة
تَقَرَّبَ
بهما إلى
الله ونفع
بهما عباد
الله. أما أن
ندّخر المال
وننميه ونزيده
ونحرم
أنفسنا منه
كما نحرم
عباد الله منه
فهو بلاء
علينا في
الدنيا
وشقاء لنا
يوم القيامة.
واذكر
قصة نور
الدين
الشهيد(21)
لما أتى إلى
دمشق ورأى
فيها قصور
الأغنياء وقف
وسأل: أين
قصور
الفقراء؟
قالوا: لا
قصور لهم.
فبنى الربوة
قصراً
كبيراً،
وجعل فيه
الطعام والمنام
للفقراء
مجاناً،
وكتب على
بابه:[الرمل]
إن
نور الدين
لما أن رأى
|
في
البساتين
قصور
الأغنياء
|
عمّر
الربوة
قصراً
شامخاً
|
نزهـة
مطلقــة
للفقــراء
|
(1) أي
يجعلكم رواد
الخير.
(2)
أخرجه
الإمام أحمد
في (مسنده، 2:2 عن ابن
عمر رضي الله
عنهما، وفي
الجزء،
2: 243 -261 وغيرهما) والترمذي
في سننه وابن
ماجة في
سننه، واتفق
عليه
البخاري
ومسلم عن أبي
هريرة رضي
الله عنه،
وصححه السيوطي
في (الجامع
الصغير، 2: 388،
رقم 7579).
(3) أخرجه الطبراني
في الكبير عن
ابن عباس رضي
الله عنهما. انظره في:
(كنزل
العمال، 4،
رقم 9336 و 9869).
(4) أخرجه الطبراني
في الأوسط
وابن عدي في
الكامل عن
السيدة
عائشة رضي
الله عنها.
انظر:(الجامع الصغير،
2: 424، رقم: 3123).
(5) متفق
عليه، أخرجه
الحاكم عن
جابر رضي
الله عنه.
انظر:(كنز
العمال، 4: رقم
9315).
(6) أخرجه
الحكيم والبيهقي
في الشعب عن
معاذ.
انظر:(كنز
العمال، 4: رقم
9341).
(7) أخرجه
البيهقي
في الشعب عن
أبي هريرة
رضي الله عنه.
انظر:(الجامع
الصغير، 1: 32،
رقم:220)، وقد
أخرج
البخاري
الحديث نفسه
بقوله:"رحم
الله عبداً...
الخ". وكذا ابن
ماجة عن جابر
رضي الله عنه.
انظر:((الجامع
الصغير، 1: 597،
رقم 4434).
(8) أخرجه
ابن ماجة عن واثلة.
انظر:(كنز العمال،
4: رقم 9501).
(9) أخرجه
الإمام أحمد
في (مسنده، 5: 297-–
298-– 301) ومسلم والنسائي
وابن ماجة عن
أبي قتادة
رضي الله عنه.
وصححه السيوطي
في (الجامع
الصغير، 1: 394،
رقم 2904).
(10) أخرجه
أبو داود في
سننه عن بريدة.
وصححه السيوطي
في (الجامع
الصغير، 2: 515،
رقم 8646).
(11) أخرجه
الإمام أحمد
في (مسنده، 3: 402)
وسلم
والنسائي
وابن حبان
عن حكيم بن
حزام رضي
الله عنه، وانظره
في (كنز
العمال، 4: رقم
9455).
(12) أخرجه
البخاري
والنسائي
وابن ماجة عن
ابن عمر رضي
الله عنهما. وانظره
في (كنز
العمال، 4: رقم 9555).
(13) أخرجه
الإمام مسلم
عن معمر بن
عبد الله رضي
الله عنه. وانظره
في (كنز
العمال، 4: رقم:
9731).
(14) الجالب:
أي المستورد
للبضاعة.
(15) أخرجه
ابن ماجة عن
سيدنا عمر
رضي الله عنه
وضعفه السيوطي
في (الجامع
الصغير، 1: 492،
رقم 3610).
(16) رواه الترمذي
حديث حسن
وصحيح في
كتاب
الترغيب.
(17) هو
عبد الرحمن
بن عمرو بن
يُحْمِد الأوزاعي(88-157
هـ/707-774 م): كنيته
أبو عمرو،
وهو من قبيلة الأوزاع.
كان إمام
ديار الشام
في الفقه
والزهد،
وأحد الكتّاب
المترسلين.
ولد في بعلبك
ونشأ في
البقاع وسكن
بيروت وتوفي
فيها. عرض
عليه القضاء
فامتنع،
وكان عند أهل
الشام أعظم
شأناً من
السلطان. له
كتاب (السنن –
في الفقه)
و(المسائل).
انظر: (وفيات
الأعيان، 1: 275)
و(أعلام الزركلي،
3: 320) وفي حاشيته
ذكر لمصادر
أخرى.
(18) انظر
البيتين
وسواهما في
(مجمع الحكم
والأمثال في
الشعر العربي،
494، الباب 24،
المال
والدرهم،
احمد قبش،
ط. الثالثة،
دار الرشيد،
دمشق وبيروت-
1985).
(19) أخرجه
أبو الشيخ في
الثواب عن
أبي أمامة
رضي الله
عنه، كما
رواه الديلمي
مسند
الفردوس عن
ابن عمر رضي
الله عنه.
وجعله فقرة
من حديث.
انظر:(الجامع،
الصغير، 1: 563،
رقم 4165 و 4166).
(20) قال
عليه الصلاة
والسلام:"أنا
وكافل
اليتيم كهاتين
في الجنة.
وأشار
بالسبابة
والوسطى"، أخرجه
الإمام أحمد
في (مسنده، 5: 333)
والبخاري
وأبو داود والترمذي
عن سهل بن سعد
رضي الله عنه
وقال السيوطي:
حديث صحيح.
انظر:(الجامع
الصغير، 1: 365،
رقم 2710).
(21) هو
الملك
العادل
محمود بن
زنكي بن أقسنقر
(511-569هـ / 1118- 1174 م) :
كنيته أبو
القاسم، ملك
بلاد الشام والجزيرة
ومصر. كان من
المماليك،
ولد في حلب، وانتقلت
إليه
إمارتها بعد
وفاة أبيه
سنة(541 هـ)، ثم
غدا أعدل
ملوك زمانه
حتى لقب
بالملك
العادل. كان
ملحقاً بالسلاجقة
فاستقلَّ،
وضم دمشق إلى
ملكه طيلة
عشرين سنة،
ووصلت سلطته
إلى بلاد
العراق
والمغرب
واليمن،
وخطب له في
حرمي مكة
والمدينة،
كان يعتني بشؤون
رعيته،
ويداوم
الجهاد
ويباشر
القتال بنفسه،
وفقه الله في
حروبه ضد
الصليبيين
في الشام،
أسقط
المكوس،
وأقطع عرب
البادية إقطاعات
لئلا
يتعرضوا
للحجاج،
حصَّن قلاع
الشام وبنى
الأسوار على
مدنها، وبنى
مدارس كثيرة
منها: دار
الحديث والعادلية،
كان يجلس كل
أسبوع أربعة
أيام يحضر
الفقهاء عنده
ويأمر
بإزالة
الحجاب حتى
يصل إليه من
يشاء. تمنى أن
يموت شهيداً
لكنه مات
بعلة الخوانيق
في قلعة
دمشق، ودفن
في المدرسة النورية
المعروفة
بجامع نور
الدين
الشهيد في
سوق الخياطين
بدمشق.
انظر: (وفيات
الأعيان، 2: 87)
و(أعلام الزركلي،
7: 170).
|